الأحد، 15 نوفمبر 2015
5:55 ص

حرب البلقان الأولى



مدة الحرب:(8 شهور) 8 أكتوبر 1912 – 30 مايو 1913

عدد الضحايا : اكثر من 74 الف شخص .

مكان الحرب:البلقان.

النتيجة:
1-انتصار اتحاد البلقان.
2-عقد معاهدة لندن (1913).

حرب البلقان الأولى هي حرب نشبت بين الدولة العثمانية واتحاد البلقان الذي تألف من بلغاريا وصربيا واليونان والجبل الأسود، انتهت بتوقيع معاهدة لندن.

 أدت الحرب إلى خسارة الدولة العثمانية لغالبية أراضيها في أوروبا، كما أدت الأحداث التي تلتها إلى قيام دولة ألبانيا.

وعلى الرغم من نجاح الذي حققته دول اتحاد البلقان في الحرب إلا أن بلغاريا لم تكن راضية عن تسوية النهائية للحدود بينها وبين صربيا واليونان الأمر الذي أدى إلى نشوب حرب البلقان الثانية إذ هاجمت بلغاريا كل من صربيا واليونان، ثم دخلت الحرب كل من رومانيا والدولة العثمانية والجبل الأسود ضد بلغاريا.

سبب الحرب بعد أن أعلنت مملكة الجبل الأسود الحرب على العثمانيين في 8 أكتوبر 1912.

مسرح العمليات 

حيث خصصت القيادة العثمانية الجزء الأكبر من قواتها لجبهة مقدونيا فأبقت الجيش العثماني الأول في تراقيا فيما تواجدات مجموعة الجيوش الغربية في مقدونيا

قامت القيادة البلغارية بحشد 346,182 جندي بلغاري في جبهة تراقيا بمواجهة الجيش العثماني الأول والذي يتألف 105,000 فرد في تراقيا الشرقية إضافة مفرزة في كيركالي بتراقيا الغربية تضم 24,000.

القوات البلغارية التي تواجه الجيش العثماني الأول هي الجيوش البلغارية الأول والثاني والثالث بمجموع 297,000 جندي في الجزء الشرقي و إضافة إلى 49,180 (33,180 جندي نظامي، و 16،000 جنود غير نظاميين) يشكلون الفرقة البلغارية الثانية في الجزء الغربي.

أول معركة واسعة النطاق وقعت ضد الخط الدفاعي في أدرنة- كيركلاريلي، حيث واجه الجيش الأول البلغاري والجيش الثالث البلغاري (مجموعهما 174,254 جندي) الجيش العثماني الأول (96,273 جندي)،  قرب Gechkenli، وSeliolu بترا. الفيلق الخامس عشر في العهد العثماني على وجه السرعة غادر المنطقة للدفاع عن شبه جزيرة جاليبولي لمواجهة هجوم برمائي متوقع من قبل اليوناني، والذي لم يتحقق أبدا ,سبب غياب الفيلق الخامس عشر فراغا بين أردنة وذيذيموتيخو، فيما أنتقل للفيلق الرابع هناك ليحل محله. وبالتالي تمت إزالة اثنين من الفيالق العثمانية من تشكيل القوات العثمانية، على نحو سبب تقسيم جبهة ترافيا لجبهتين. 

نتيجة لذلك وعلى ذلك تم عزل وحصار حصن أردنة مع 61،250 جندي. وكنتيجة أخرى لتفوق البحرية اليونانية في بحر ايجه هو أن القوات العثمانية لم تحصل على تعزيزات المتوقعة في خطط الحرب، ويتألف من السلك كذلك على أن يتم تحويلها عن طريق البحر من سوريا وفلسطين  وبالتالي للبحرية اليونانية لعبت دورا حاسما وإن كان غير مباشر في الحملة تراقيا، عن طريق تحييد ثلاثة فيالق، وجزءا كبيرا من الجيش العثماني، في كل مهمة افتتاح جولة جديدة من الحرب.

بعد معركة كيركلاريلي قررت القيادة العامة البلغارية الانتظار لبضعة أيام، وهو القرار الذي سمح للأتراك أن يحتلوا موقعا دفاعيا جديدا وعلى الرغم من هذا، فإن الهجوم البلغاري بالجيش الأول والثالث اللذان يبلغان معا 107,386 جندي مشاة و3,115 من الخيالة، و 116 مدافع رشاشة و 360 قطعة مدفعية هزم تعزيزات القوات العثمانية المؤلفة من 126،000 مشاة و 3500 الفرسان، 96 رشاشات و 342 قطعة مدفعية ووصلت القوات البلغارية إلى بحر مرمرة.

ونتيجة لذلك فقد دفع العثمانيين إلى أخر خط دفعي لهم عند تشاتالكا لحماية شبه الجزيرة التي تقع فيها إسطنبول، وهناك نجحوا في تحقيق استقرار الجبهة بمساعدة تعزيزات جديدة من المقاطعات الآسيوية. الخط شيد خلال الحرب الروسية العثمانية لعام 1877 بموجب توجيهات من مهندس ألماني يعمل في الجيش العثماني يدعى فون بلوم باشا، إلا إن الخط كان مهملا في 1912,في حين كانت قوات من الفرقة البلغارية الثانية في تراقيا 49,180 جندي قسممت ما بين هاسكوفو رودوب ومفارز، تقدما نحو بحر ايجه.

المفرزة العثمانية في كيركالي تألفت من 24,000 جندي تنتظم في فرقة مستحفظة وفرقة رديف من كيركالي الفوج 36 وكانت المفرزة مكلفة بالدفاع عن جبهة بطول 400 كيلومتر عبر سالونيك - أليكساندروبولي إلا أن المفرزو فشلت في الدفاع عن الخط، ففي 26 نوفمبر استسلم قائدها يافير باشا مع 10,131 ضابط وجندي للبلغار.

في 17 نوفمبر بدأ الهجوم البلغاري على خط تشاتالكا على الرغم من التحذيرات الواضحة من روسيا بانها ستهاجم بلغاريا إذا ما أحتلت إسطنبول، شنت بلغاريا هجومهما على طول الخط الدفاعي بـ 176,351 رجل يرافقهم 462 قطعة مدفعية ضد القوات العثمانية المؤلفة من 140,571 جندي و 316 قطعة مدفعية إلا أن القوات العثمانية قد تمكنت من صد الهجوم.

أتفق في 3 ديسمبر على هدنة بين الدولة العثمانية وبلغاريا، ومثلت بلغاريا كل من صربيا والجبل الأسود، وبدأت مفاوضات السلام في لندن وشاركت اليونان أيضا في المؤتمر، لكنها رفضت الموافقة على الهدنة وأكملت عملياتها في قاطع إيبيروس. إلا أن المفاوضات توقفت عندما اسقطت حكومة كميل باشا من قبل حركة تركيا الفتاة بقيادة أنور باشا بأسطنبول، وعند انتهاء مدة الهدنة في 16 فبراير استؤنف القتال.

سقوط أدرنة

خلال حصار أدرنة سعت الدولة العثمانية إلى تخفيف الضغط على مدينة أدرنة المحاصرة فشنت هجومها على تشاتلكا في 20 فبراير وهجوم أخر جاليبولي فهاجمت قوات الفيلق العاشر التي وصلت بحرا القوات البلغارية بصحبت 19,858 جندي و 48 مدفع، وساهم في الهجوم أيضا حوالي 15,000 جندي مع 36 مدفع (جزء من 30,000 جندي عزلوا في شبه جزيرة جاليبولي) على بولاير في أقصى شرق شبه جزيرة جاليبولي.

كانت الهجمات مدعومة بنيران من السفن الحربية العثمانية، وكان العملية العسكرية تهدف على المدى الطويل تخفيف الضغط على أدرنة. فيما كان يواجه القوات العثمانية حوالي 10،000 جندي بلغاري مع 78 مدفع.

 كانت القيادة العثمانية تجهل على الأرجح وجود الجيش الرابع البلغاري المشكل حديثا في المنطقة حيث ضم 92,289 جندي تحت قيادة ستيليان كوفاتشيف، تم الهجوم العثماني من قبل المدفعية البلغارية والأسلحة الرشاشة، وبحلول نهاية اليوم كلا الجيشين قد عاد إلى مواقعه الأصلية.

في تشاتلكا وجهت القوات العثمانية ضد الجيش البلغاري الأول والثالث، كان في البداية فقط كما شنت التسريب من جاليبولى - تشاركوي، تعلق باستمرار القوات البلغارية في الموقع. ومع ذلك، فقد أدى هذا النجاح غير المتوقع. في الشمال البلغار قد اضطروا إلى الانسحاب بعد حوالى 15 كم والى الجنوب لمسافة 20 كيلومترا إلى مواقعها الدفاعية الثانوية. مع انتهاء الهجوم الذي وقع في غاليبولي العثمانيين الغاء العملية، يترددون في مغادرة خط تشاتلكا، ولكن مرت عدة أيام قبل البلغار أدركت أن الهجوم قد انتهت. بحلول 15 فبراير الجبهة قد استقرت من جديد ولكن القتال على طول خطوط ثابتة استمرت حتى الهدنة. ويمكن للمعركة، والذي أسفر عن سقوط ضحايا البلغارية الثقيلة، ويمكن وصفها بأنها انتصار العثمانيين على المستوى التكتيكي، ولكن من الناحية الاستراتيجية كانت فاشلة، لأنها لم تفعل شيئا لمنع فشل جاليبولى - ساركوزى العملية أو تخفيف الضغط على أردنة.

تسبب فشل عملية تشاركوي-بولاير في تحديد مصير أردنة. ففي 11 مارس، بدأ الهجوم النهائي على حصن أدرنة بقيادة الجنرال جورجي فازوف فهاجم الجيش البلغاري الثاني بـ 153,700 جندي مع فرقتي مشاة صربيتين (47.275 جندي) المدينة التي استولي عليها في نهاية المطاف ولكن بثمن مرتفع: خسر البلغار 8,093 شخص ما بين قتلى وجرحى فيما تكبد الصرب 1,462 من قتلى وجرحى. الاصابات العثمانية منذ بداية الحصار بلغت 13،000 قتل وعدد غير معروف من الجرحى و19,750 جندي أسير.فيما بلغت خسائر القوات البلغارية طوال مدة الحصار 18,282.

الجبهة المقدونية

كلف الجيش الثاني العثماني والذي يتألف من فيلقين بمجموع 7 فرق مشاة بالدفاع عن منطقة الحدود العثمانية-اليونانية حيث انتشرت وحدات الجيش على طول الجبهة اليونانية، وقد قامت قيادة الجيش الثاني بتقسيم قواتها مناصفة ما بين مقدونيا وإيبيروس، بحيث وزعت فرق المشاة السبعة بالتساوي ما بين الفيلق الثامن في مقدونيا (3 فرق) وفيلق يانينة في إيبيروس (3 فرق) في حين وضعت فرقة واحدة في سالونيك.

في المقابل ركزت القيادة العسكرية اليونانية كامل قواتها لمهاجمة الفيلق الثامن العثماني في جبهة مقدونيا، حيث كلف جيش ثيساليا بقيادة الأمير قسطنطين والمؤلف من 7 فرق مشاة وفوج خيالة و 4 كتائب مستقلة، بما يعادل حوالي 100,000 جندي بماجمة الفيلق العثماني الثامن والاستيلاء على سالونيك.

في حين لم تبق اليونان لجبهة إيبروس سوى عدد قليل من الكتائب المستقلة التي بالكاد تصل في مجموعها لحجم فرقة مشاة. وقد منح ذلك الجيش اليوناني التفوق العسكري اللازم لمهاجمة الفيلق الثامن. وهو الأمر الذي أدى ذلك سقوط سالونيك وحاميتها المؤلفة من 26 ألف فرد 9 نوفمبر بيد اليونانيين وخسارة الدولة العثمانية لمركز استراتيجي مهم للجبهات المقدونية الثلاث في وقت مبكر من الحرب. كذلك تسبب سقوط سالونيك إلى جعل مصير جيش فاردار الذي كان يقاتل الصرب في الشمال محاصر ومعزول من دون امدادات لوجستية وعمق للمناورة.

في غرب مقدونيا سبب غياب التنسيق بين قيادات الجيش اليوناني والصربي نكسة لليونانيين بعد صادفت الفرقة الخامسة اليونانية خلال تقدمها لاحتلال بيتولا هجوما من الفيلق العثماني السادس في 15 نوفمبر 1912 وكان الفيلق السادس منسحبا إلى ألبانيا بعد أن هزم من قبل الجيش الصربي في معركة بريليب، كان وجود الفيلق مفاجئا لليونانيين مما تسبب لهزيمة القوات اليونانية وانسحابهم من المنطقة.

جبهة إيبيروس

كانت أعداد القوات العثمانية في جبهة إبيروس تفوق اليونايين بكثير، إلا أن الموقف السلبي من العثمانيين مكن اليونانيين على استيلاء بريفيزا في 21 أكتوبر 1912، وواصلت القوات اليونانية تقدمها شمالا لاتجاه يوانينا.
في 5 نوفمبر نزلت قوة صغيرة من جزيرة كورفو واستولت على المنطقة الساحلية في هيمارا دون أن تواجه مقاومة كبيرة،في 20 نوفمبر دخلت القوات اليونانية المتواجدة في غرب مقدونيا كورتشي إلا أن القوات اليونانية في الجبهة إبيبيروس لم تشن هجوما ضد المواقع الدفاعية التي تحمي مدينة يوانينا، وبالتالي كان عليها أن تنتظر وصول تعزيزات من الجبهة المقدونية.

بعد انتهاء حملة مقدونيا نقل جزء كبير من الجيش اليوناني إلى ايبيروس، حيث تولى ولي عهد قسطنطين نفسه القيادة هناك. ة قاد القوات اليونانية في معركة بيزاني تلاها سقوط يوانينا في 8 مارس بعد حصارها، وقد سمح سقوط يوانينا للجيش اليوناني مواصلة التقدم في إبيروس الشمالية إلى حيث توقف تقدمه، على الرغم من أن خط السيطرة الصربية كان قريبا جدا منه.

العمليات البحرية

في البحر، أخذ الأسطول اليوناني زمام المبادرة منذ اليوم الأول للحرب. فخلال الفترة من 6 أكتوبر حتى 20 ديسمبر 1912 كانت البحرية اليونانية ومفارز الجيش اليوناني قد بسطت سيطرتها على جميع الجزر العثمانية تقريبا من شرق وشمال بحر إيجة، وأنشأت قاعدة أمامية في جون مودروس بجزيرة يمنوس، مسطيرة بذلك على مداخل الدردنيل.
حقق الملازم أول نيكولاوس فوتسيس انتصارا معنويا كبيرا لليونان حينما أبحر في 8 نوفمبر بزورق طوربيد تحت جنح الظلام إلى مرفأ سالونيك ليغرق بارجة عثمانية كانت راسية في الميناء.

في بداية الحرب بقي الأسطول العثماني داخل الدردنيل، ولكن عندما بدأت الحرب البرية تأخذ منعطفا حاسما في غير صالح الجيش العثماني، مما يستدعي تعزيزات عاجلة إلى المسرح الأوروبي، حاول الأسطول العثماني دخول منطقة بحر إيجة في 16 ديسمبر ونشبت معركة الدردنيل البحرية بين الاسطول العثماني واليونانية إلا أن هزيمة الأسطول العثماني قد دفعته للتراجع إلى داخل الدردنيل.

وكاستعداد لمحاولة أخرى لكسر الحصار اليوناني، خططت القيادة البحرية العثمانية بالقيام بهجوم مضلل عن طريق إرسال الطراد حميدية بقيادة حسين رؤوف أورباي لتنفيذ غارة على السفن التجارية اليونانية في بحر إيجه، وكان من المأمول أن يدفع ذلك القيادة البحرية اليونانية إلى إرسال الطراد المدرع افيروف للحاق بالطراد حميدية حيث أن أفيروف هي السفينة اليونانية الوحيدة القادرة على اللحاق بالطراد حميدية ومجابهته، مما سيجعل الأسطول اليوناني المتبقي في حالة أضعف.

تسلل الطراد حميدية عبر الدوريات اليونانية وقصف مرفأ سيروس وأغرق سفينة تجارية راسية في الميناء قبل أن يغادر بحر ايجه متوجها للبحر الأبيض المتوسط، السلطات اليونانية أعطت الأوامر بالفعل للاحاق بـ حميدية إلا إن التخمين بوجود خطة العثمانية جعل قيادة البحرية ترفض وبعد أربعة أيام، خرج الأسطول العثماني من المضائق في 18 يناير إلا أنه مني بهزيمة أخرى، كانت هذه آخر محاولة للبحرية العثمانية لمغادرة الدردنيل، وبذلك تركت البحرية اليونانية مسيطرة على بحر إيجه.

مسرح عمليات صربيا والجبل الأسود

حقق الجيش الصربي تحت قيادة بوتنيك ثلاثة انتصارات حاسمة في فاردار مقدونيا، كان الهدف الأساسي للقوات الصربية في الحرب هو الاستيلاء على شمال مقدونيا، إضافة إلى ذلك أرسلت صربيا قواتها لمساعدة مملكة الجبل الأسود على الاستيلاء على مدينة سنجق كما ارسلت أيضا فرقتين لمساعدة البلغار في حصار أدرنة.
المعركة الأخيرة في حملة مقدونيا كانت معركة مناستير حيث انسحب بعدها ما تبقى من الجيش العثماني في فاردار إلى وسط ألبانيا.

0 التعليقات :

إرسال تعليق